يطل علينا شهر شعبان الأغر بثلاث مناسبات كبرى تشترك في المظهر والمضمون، وهذه المناسبات هي:
•       ولادة الإمام الحسين(ع) في الثالث منه.
•       ولادة العباس في الرابع منه.
•       ولادة الإمام السجاد(ع) في الخامس منه.
وقراءة سريعة في هذه المناسبات الثلاثة يجد المؤمن نفسه في موقع حرج للغاية، إذ أن هذه المناسبات المتوالية مع بعضها تحمل الفداء للإسلام بكل معانيه، وصناعة العزة، والغيرة على الدين..
وأما الانهيار الذي تعيشه أمتنا على كل الأصعدة فإن هذه الأيام إذا لم تصنع فينا الفاعلية لطلب الإصلاح في الأمة الإسلامية بالدرجة الأولى فإننا نعد من الأموات..

وأمامنا لهذه المناسبات الثلاث أمرين أساسيين وكبريين:
•       الأول: التعبئة.
•       الآخر: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أما العنوان الأول وهو (التعبئة):
فبكل ما يعنيه من الولادات الثلاث (الجهاد والإستشهاد) (القتال والفداء) (الدفاع والبناء)، ومن هنا فإن عنوان التعبئة الذي يتحمل مسؤوليته المؤمن وهو يعيش تلك الولادات الثلاث فإنه يبدأ من مدرسة الدعاء التي لها أثرها على البناء
العقيدي، ويوجد في هذا المجال كتب مختص توضح الطريق والطريقة، وفي هذا الصعيد لابد وأن يحرص المؤمن وتحرص المؤمنة على بعض العبادات المغيبة كصلاة الليل والنوافل وبقية الصلوات المستحبة، ثم تستمر التعبئة لتشمل القدرات البدنية والمهارات العسكرية وفنون القتال، والتدرب على السلاح من أهم الأمور التعبوية في وقتنا الحاضر، فإن الكفر والنواصب يريدون منا أن نكون أمة ضعيفة للغاية حتى يتمكنوا من ذلنا.. وكما قيل في الأدبيات الثورية: (الموقف سلاح، والمصافحة اعتراف، والمقاومة انتصار) وهو نسيج مختار من تلك الولادات الثلاث..

يبقى أمر لابد من التأكيد عليه والتنبيه بخصوصه وهو ما يتعلق بالجانب العسكري وحمل السلاح في مشروع التعبئة، وهو: موقع الفقيه في حركة السلاح في المشروع التعبوي الثوري، وأن هناك ترابط علمي وعملي بين هذين الأمرين، ودون ترابطهما تغيب الهوية الإسلامية والروحية ويصبح الأمر خلاف الشرع.

وأما الأمر الآخر، وهو:
آية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..التي هي الفريضة المغيبة عن واقعنا وقل العمل بها حتى باتت الفريضة المظلومة، وقد ورد في الأثر: أن النبي(ص) قال لبعض أصحابه في بعض الأيام: كيف بكم إذا فسدت نسائكم وفسق شبابكم ولا آمر بمعروف ولا ناه عن منكر؟! فقالوا: أو يكون ذلك يا رسول الله؟! قال(ص): بل وأشد من ذلك، كيف بكم إذ ترون المعروف منكرا والمنكر معروفا!! قالوا: أو يكون ذلك يا رسول الله؟! قال(ص): بل وأعظم من ذلك، كيف بكم إذ تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف..

أعاذنا الله وإياكم من هذا الواقع المر وثبتنا الله حتى نكون من الأمة التي تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتسير بسيرة رسول الله(ص) والأئمة المعصومين(ع).
اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد ومماتي ممات محمد وآل محمد.