قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتعلي مجيد السكري
 
رحيل الجبل
علي مجيد - 2006/12/28 - [الزيارات : 7964]

رحيل الجبل

رحل عن الدنيا الشيخ عبدالأمير الجمري بعد عطاء واسع أجبر الجميع بمختلف أطيافهم على احترامه، لأنه صادق مع نفسه ومع الناس، ولهذا كان قريباً من عقل وقلوب الناس.

بفقده، خسرت البحرين رجل المواقف والنموذج الذي كان يستحق ان يقف أمامه رجال الدين لكي يأخذوا من شخصيته المنفتحة على الآخر، التي لا تقزم الآخر، ولا تستهجن الآخر.

عصيٌ على شخص مثلي ان يكتب عن مثل هذا الرجل الذي وهب حياته من أجل الناس، فعاش همومهم وآلامهم وآمالهم، وفي الغالب نحن لا نعرف العظماء ولا نذكرهم إلا عند رحيلهم، وحين ساعة الفراق.

الشيخ الجمري لم يعش لنفسه ولا لقريته بل كان للبحرين كلها سنة وشيعة، لذلك كان يتحدث عن إصلاح الحياة السياسية والدستورية من أجل الأمة كل الأمة، فأحبته كل الأمة، لذلك أتت الجماهير من كل بقعة في البحرين ومن كل محافظة من أجل ان تشيع جنازة دخل صاحبها تاريخ التغيير في هذا البلد.

كانت لحظات التشييع مهيبة، لم أشهد مثلها، حينما كان النعش يمر على النساء تسمع أصوات (الولوال)، وحينما يمر على الأطفال ترى الأعناق تشرئب، والعيون تحدق بهذا الرجل، وكأنهم يقولون عذراً لم نكن موجودين معك ولكن اسمك يرن في آذاننا.

وما لفت نظري حين ذهبت أنا مع مجموعة من الصحفيين بعد سماعنا برحيل الجمري، لتقديم المواساة والعزاء قبل التشييع، ودخلنا منزل الشيخ رحمه الله، رأيت ذاك الرجل الكبير في السن الذي طالما سمعت عنه ولكني للمرة الأولى التي أشاهده فيها...
رجل طويل القامة، أسمر اللون لحيته بيضاء، ظهره محدودب، وهو يقول (في أمان الله يا أبا جميل) ثم هالني المنظر حينما أخذ يضرب على رأسه، فسألت من كان بجانبي من هذا الرجل، فقال انه (بدّاو).. بائع السمك.. الذي كان في التسعينات يهتف في سوق جدحفص ويقول (عجلوا بشراء السمك فغداً لن أحظر لأن هناك اعتصام).

مشهد آخر هو ما كتبته الأستاذة فوزية مطر زوجة المناضل الكبير أحمد الشملان في جريدة الوسط الذي أشارت الى علاقة رجل الدين الشيعي عبدالامير الجمري بالمحامي اليساري السني احمد الشملان وكيف كانا يتبادلان الجميل.. فحقاً انت جميل يا أبا جميل، وأنت عزيز يا أبا خالد الشملان.

ما أحوجنا إليكما، فالجمري شيعه المحبون الى مثواه الأخير، أما الشملان فسكت في زمن الكلام، بسبب المرض.
(بداو) احد الرجال الذين وجدوا في الشيخ الجمري من يسعى لتحقيق تطلعاتهم، احد الذين ضاقت بهم الدنيا بسبب الفقر وضنك الحياة فكان لهم الجمري أمل المستضعفين، لأنه شامخ في الإباء والعزيمة، صلب في مواقفه، لم يتغاض في نشاطه عن الوحدة الوطنية وما أحوجنا اليها في هذه المرحلة التي غاب عنها أبو جميل.

علي مجيد
Ali.majeed@alayam.com

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م