قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتأمين الوطني
 
وتبقى الذكريات.. أول امرأة نعيمية انضمت للمدارس
شبكة النعيم الثقافية - 2006/05/29 - [الزيارات : 9246]
وتبقى الذكريات 3

 

أول امرأة نعيمية تنضم للمدارس

 


بقلم : أمين يوسف الوطني


أمامي في هذه الجولة من وتبقى الذكريات شخصية نسائية مهمة جدا ونادرة في زمننا الحاضر بوصفها امرأة عاشت طفولتها مع بداية أربعينيات القرن الماضي، في وسط مجتمع له من العادات والتقاليد ما يلزم أن تتمسك بها ولا يحق لك أن تخرج عن هذا الخط المرسوم لهذه التقاليد، وحتى نتعرف جميعا على هذه الشخصية عن قرب علينا أن نلقي أولا نظرة على مشوار حياتها منذ الطفولة.


هي الحاجة بهية بنت الحاج عبدالحسن آل نوح ( أم خليل ) ، أرملة الحاج إبراهيم عبدالله يوسف القلاف ، أطال الله في عمرها المديد وأبقاها لنا ولأبنائها ذخرا وعزا لما نسعى ونصبوا أليه ، وهي لكي تكشف لنا سبل الحياة في ذلك الماضي جاءت بطريق الصدفة بداية، والحوار مع ابنها سعيد إبراهيم القلاف حينما طلب مني صورا وثائقية لرجال كبار وقدماء يعتبرون من الرعيل الأول الذين تعلمنا منهم الشيء الكثير والمفيد في حياتنا وهم يدرسون القرآن في المجالس الرمضانية ويدرسون ( بضم الياء ) ويقرؤون الفواتح أو المواليد والأفراح، ليوثق بها كتيب خاص لختم القرآن بدلا من أن يبقى الكتيب محفوفا بالدعاء فقط ولتبقى صورهم خير شاهد أمامنا وموثقة وليترحم لهم كل من شاهدهم أمثال المرحوم الحاج حسن بن علي بن جابر والمرحوم الحاج جابر بن علي بن جابر والمرحوم الحاج عيسى بن درويش والمرحوم الحاج عبدالله شرار والمرحوم الحاج عبدالحسين بن محمد العلي وأخيه المرحوم الشاعر الكبير الحاج عبدالرسول بن محمد بن أحمد العلي (وهذا الشاعر ستكون لي معه محطة قادمة نتوقف عندها كي نبحر جميعا في أدبه وفنه إنشاء الله وأعدكم بها ضمن جولة وتبقى الذكريات) وأخيه المرحوم الحاج حسين بن محمد العلي؟؟؟ ، والحاج سلمان النشيط أطال الله في عمره المديد وأبقاه علما شامخا ننتهل منه ونتعلم والحاج أحمد نصيف، ومنهم الكثير والكثير الذي لا يسع المجال لذكر أسمائهم فليعذرني القارئ العزيز حين اكتفي بهذا القدر مما ذكرت من أسماء ولكي يبقى بيني وبينك عزيزي القارئ وعدا وعهدا مني أن أتطرق لكل شخصية بَنَتْ لنا وسلكت درب المحبة والألفة ويشهد له التاريخ ورسم في خلدنا ذكريات لا تمحى .

 أما في هذه الجولة التي أضعها أمامك عزيزي القارئ، هي لشخصية نسائية ميزت نفسها وتميزت من بين نساء جيلها في منطقة النعيم دون غيرها حينما قررت في زمن انعدم فيه الوعي الثقافي أن تخوض معترك التعليم النظامي مما يدل على أن هناك نخبة مميزة تستحق التقدير والإشادة بها، ومن بين أهالينا الذين كانوا وما زالوا حتى يومنا هذا يملكون الإرادة والوعي والتوجيه السليم، وحتى أكون معكم في هذا الإبحار لنصل إلى مرفأ الحقيقة وأضع أمامكم وبين أيديكم نسخة من الشهادة المدرسية الأصلية الصادرة منذ عام 1947 – 1948م وهي تؤكد ما تطرقت إليه لأعزائي القراء، وحتى نتعرف عن قرب بهذه الشخصية حين أجريت معها هذا اللقاء الخفيف على بالنسبة لي رغم أني أثقلت نفسي بالبحث مع هذه السيدة الفاضلة كي تجول بي في زمن قاس نسمع عنه الكثير ولم نعشه، فقبل أكثر 58 سنة مضت كانت هذه السيدة طفلة بريئة ولكنها مقتنعة تماما بأهمية التعليم وكان والدها يدرك أيضا ذلك الاهتمام لذا شجعها أبوها إلى الدراسة النظامية في المدارس الحكومية بذلك الوقت وهي تحمل عبئ الانتقادات اللاذعة والإهانات اليومية، ويتحمل أبوها أيضا عبئ التوصيل اليومي من البيت إلى المدرسة على الدراجة الهوائية (السيكل) أو سيرا على الأقدام ومن ثم رحلة العودة إلى البيت .

 

 

 

صورة لنسخة من الشهادة المدرسية

 


ودار الحوار بيننا بعفوية تامة ودون تكلف منها بحضور زوجتي أم مظفر، أما الحجية بهيه فكانت بطيبتها المعهودة كما وصفتها لي أم مظفر فهي أكثر مما كنت أتصورها وهي تلح على ابنيها سعيد وزهير بتضييفنا مما يدل على طبع الكرم والعز المغروس في نفس هذه السيدة الفاضلة، أما ابنها سعيد فكان استقباله لنا حارا وحافلا ومليئا بالحفاوة رغم انشغاله في ذلك الوقت، ولكنه هو الآخر أعد لنا في هذا اللقاء مفاجأة لم نتوقعها وهي التصوير بالفيديو لكل اللقاء، رغم حرصي الشديد بإحضار آلة تسجيل صوتي وهو أمر لم يهمله ابن أختها حسن سلمان أبوعلي الذي أحضر معه الآلة لكي يسجل اللقاء كما أحضر معه في هذا اللقاء أمه فاطمة عبدالحسن أم علي وهي الأخت الصغرى للحجية أم خليل ليكونا معنا كشهود إثبات وليثرون معي هذا الحوار ففي هذا الإبحار جاء ما يلي :

س1: اسمك يا حجية الثلاثي ؟
ج 1: بهيه عبدالحسن عبدالله آل نوح

س2: كم عدد الأولاد عندك ؟
ج2 : 8 أولاد وابنتان وهم حسب الترتيب خليل وعبدالنبي وسعيد وعلي وأيوب ونسيمه وامينه وهاني وزهير وأصغرهم حسين أعزب – أبقاهم الله في عزك وتزوجين العزاب منهم وتربين أولادهم ليكونوا درية صالحة ( آمين يا رب العالمين )

س3: هل تعرفين سبب زيارتي لك هذه ؟
ج 3: نعم أدري قال لي ولدي سعيد .

س4: يوجد بين يدي نسخة من شهادة مدرسية أصلية صادرة باسمك من مدرسة فاطمة الزهراء (ع) وهي مدرسة نظامية بذلك الوقت عام 1947– 1948م بالصف الأول هل هذه الشهادة تخصك أنت؟
ج 4: نعم تخصني مالتي، والمدرسة كانت في بيت قديم من بيوت بن رجب.
 
س5: في البداية من الذي بادر وأقنعك بإدخالك المدرسة وكيف؟
ج 5: أبوي الفكرة من أبوي لأنه كان مثقف يقرأ واجد واشتغل في البواخر وبابكو.

 

 

 

المرحوم الحاج عبدالحسن آل نوح

 

 

س6: كم عدد إخوتك وأخواتك ، وهل دخلوا المدرسة معك؟
ج 6: إخوتي عبدالله وعباس وفاطمة أم علي كلهم أصغر مني وأختي ما حطوها في المدرسة، بس من عِيار النسوان عليَ خافت أمي منهم.
( وذكرت لنا أسماء بعض النساء المعارضين للتعليم بالهمس مع زوجتي أم مظفر حتى لا نسمع).

س7: هل تذكرين أسماء المدرسات وجنسياتهم واسم المديرة وجنسيتها ومن أي عائلة؟
ج 7:
1: لولوه العوضي بحرينية تدرس عربي
2: خديجة محمد دويغر بحرينية تدرس حساب
3: فاطمة عبدالعزيز الزياني بحرينية تدرس خط وإملاء
4: مريم شيخ بحرينية تدرس رياضه
والمعلمة شيخه بحرينية تدرس تدبير منزلي اقتصاد .

س8: إلى أي صف درستين؟ وليش طلعتين من المدرسة؟
ج 8: درست إلى الصف الخامس، وطلعت لأني تمللت من الدراسة من الصبح الساعة 7 إلى 1 يعطونه 6 حصص + العصر حصتين (وعصرية الاثنين والخميس أجازة العصر)

س9: كم كان عمرك عندما زوجوك من المرحوم الحاج إبراهيم؟ وهل هناك صلة قرابة ونسب بينكما؟
ج 9: 17 سنه زوجوني، أخو الحجي زوج عمتي وخطبني إلى أخوه.

 

 

 

المرحوم الحاج ابراهيم القلاف

 

 

س10: من هي المدرسة التي لها الفضل عليك وإعتبرتينها قدوة لك؟
ج 10: خديجة دويغر وفاطمة الزياني ولولوه لكن شيطانه.

س11: هل كان لديك اتصال ببعض المدرسات بعد ما طلعتين من المدرسة؟
ج 11: انقطعت عنهم كلش، واتصلوا ولكن ما رحت.

س12: هل ما زالت لديك الرغبة في مواصلة الدراسة لو اتيحت لك الفرصة؟
ج 12: لا ما لي رغبه ولكن أكتب بخط جميل .

س13: ما هي قراءتك اليومية الآن؟ وهل تقرئين الجرائد والمجلات؟
ج 13: نعم أقرأ باستمرار القصص والروايات، وهنا أبرزت لي عدد من الكتب الدراسية لذلك الوقت كانت تحتفظ بهم إلى الآن وهي مبادئ القراءة الرشيدة – والمطالعة العربية – و الحساب للمرحلة الابتدائية طبعة دار المعارف – مصر .

س14: هل تذكرين لنا حادثه طريفة تتذكرينها في حياتك أو في المدرسة؟
ج 14: فلسطين سنة 48 طلعت مظاهرات وصار ضرب الرصاص وحاصرو مدرستنه والمديرة والمعلمات خافوا (خفن) علينه وصكوا البيبان لين راحوا هدونه (هدوهن) ورحنه بيوتنه بعدين.

س15: ما هي نوعية المواد الدراسية التي تدرس في تلك الفترة؟
ج 15: يعلمونه الحساب والرياضة واقتصاد (تدبير منزلي) وعربي  إما التاريخ والجغرافية على السبورة بس ما في كتب.

س16: هل درست القرآن ومن هو المعلم أو هي المعلمة؟ أو على يد من تعلمت القرآن؟
ج 16: نعم تعلمت وختمت عند لمعلمه خدوج.

س17: ما هي نوع الملابس التي تلبسونها للمدرسة في تلك الفترة (المريول أو البخنق)؟
ج 17: ملابس عادية – وسنه ثانيه نلبس مريول أزرق.

س18: المريول هل موجود في تلك الفترة وإلزامي على البنات تلبسه؟
ج 18: إلزامي المريول ولازم نلبسه.

س19: ما هي وسيلة المواصلات اليومية عندك من البيت إلى المدرسة والعكس؟
ج 19: مثل ما قلت لك المشي والسيكل أيام المطر.

س20: 1948م بداية انتظامك في الدراسة وهي التي صادفت الحرب العالمية الثانية ، ونكبة فلسطين مع اليهود كيف تأتيكن الأخبار ومن أين تحصلن عليها؟
ج 20: من المعلمات ولا يوجد راديو عندنه ويم ثاني انتظام كلي في المدرسة.

س21: هل تحسين بأن هناك فرق بين المرأة المتعلمة وأخرى غير متعلمة؟
ج 21: واجد فرق في الكلام والقراءة والتصرف عاقل وهادئ.

س22: بما أنك كنت شاطره في المدرسة هل مارست التدريس وما هي المواد التي درستيها للغير؟
ج 22: لا ما درست أحد ولا اشتغلت في التدريس.

س23: كم تستلمين المصروف اليومي في ذلك الوقت ؟
ج 23: مصروفي اليومي آنتين ، نشتري بها سلوق (وهو نوع من الرطب المجفف) وصبار حامض وسكسبال.

س24: هل كانت لديكن دروس تربية رياضية؟ وما هي نوع الألعاب التي تمارس؟ ومن هي المدرسة وما هي جنسيتها؟
ج 24: نعم في دروس، النطة والحبل ولكن ما في كرة ذاك الوقت.

س25: كم عمرك عندما دخلت المدرسة ومن هو الشخص اللي شجعك على الدراسة؟
ج 25: عمري كان 9 سنين وأبوي وداني المدرسة وأَزيَد ناس اعترضوا على الموضوع هم النسوان.

س 26: أنا عرفت أن أبوك الحاج عبدالحسن رحمه الله انه متعلم لأنه كان يوقع بقلم في شهادتك في كل فصل أين تعلم أبوك؟
ج 26: تعلم عند مله جاسم من النعيم في فريق الوسطي وزوجته من البلاد.

س27: ما هي المهن التي مارسها أبوك ؟
ج 27: أبوي اشتغل نجار – (وقلاف، صناعة السفن) -  وبناي -  (وباي فيتر ، سباك)

س28: هل تذكرين اسم مديرة المدرسة؟ وما هي جنسيتها؟ وإن كانت بحرينية من أي عائلة؟
ج 28: المديرة اسمها سلوى وهي لبنانية.

وختاما بعدما جلنا في حياة هذه المرأة الفاضلة الوقورة وكان حوارنا مع هذه السيدة الجليلة له طعم خاص وجلي رسمت لنا جميعا ولأبنائها وبناتها خاصة دربا للحياة والمعاناة وضربت لنا كل معاني التضحية في زمن قاس لا يمكن لأحد أن يتحمله لولا القناعة التي كانت تحملها مع أبوها المرحوم الحاج عبدالحسن عبدالله آل نوح.

وإلى اللقاء في جولة أخرى من جولات وتبقى الذكريات حتى نستقي منها العبر والدروس .

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م