الحُسين للجميع
(( إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة))
لو سألت أي شخص عن أهل البيت عليهم السلام فستكون معلوماتهم محصورة في النبي محمد والإمام علي والزهراء والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلام ، وليس معنى هذا أنهم لايملكون معلومات عن بقية الأئمة،إنما أهل الكساء اخذوا الحيز الأكثر في الذكر عن البقية . ولو أردت أن تضيق الدائرة أكثر فستجد الإمام الحسين ماثلا أمام الجميع كل يوم وذلك من كثرة تناول قضيته، التي أحيت المجتمع الذي كان يعيش حالة الركود والسبات وحافظت علي القيم الإسلامية التي حاول المجتمع الأموي محيها. إن شخصية وثورة الإمام الحسين غيرت مجرى التاريخ وأحدثت زلزالا في بنية المجتمع، وربما هذه ميزة من ميزات الرسالة المحمدية التي هي حسينية البقاء ، والتي لم يستطع إنكارها حتى غير الموالين لأهل البيت فضلا عن غير المسلمين . لذا بات علينا نحن أتباع أهل البيت أن نرفع شعار كلنا للحسين والحسين للجميع وان نسعى لإيصال مفهوم هذا الشعار لجميع الأمم. كيف نجعل الإمام الحسين للجميع؟ (( كلنا للحسين والحسين للجميع))
بدا هذا الشعار في الآونة الأخيرة يأخذ حيزا من الاهتمام لنشر الثقافية الحسينية بحيث تشمل جميع المسلمين وليس الشيعة فقط, بل تشمل جميع بقاع الأرض حتى غير المسلمين, ونرى كيف بدا الاهتمام بهذه القضية في المجتمعات الغير إسلامية, ومدى اهتمامهم لمبادئ وميزات ثورة الإمام الحسين التي تلتقي مع مبادئهم فالإصلاح والحرية والشورى والعدل والمحافظة على قيم الدين وغيرها.
هذا ما يجب أن يركز عليه خطباء المنبر الحسيني وهو أنهم كيف يوظفون هذه المبادئ لاستقطاب الآخرين للتعرف على الإمام الحسين وشخصيته التي مكنته من الوقوف في وجه الظلم والعبودية والديكتاتورية وإخراج الناس إلى الحرية والعدالة.
يجب أن يفهم الجميع أن الإمام الحسين إنما خرج إلا لأجل جميع الأمة ولم يحصر نفسه في قوم معين أو جماعة معينة, لكن في الوقت الذي يسعى فيه المخلصون ورجال التبليغ لغرس هذا المفهوم, نرى أناس لم يستطيعوا أن يفهموا إلى الآن لماذا خرج الحسين!
إن البعض يحاول أن يحصر الحسين في دائرة ضيقة حتى أصبح مواليه مشتتين وكأن موسم عاشوراء يأتي لزيادة الفرقة بدل توحيد الصف حتى أصبح العزاء بعيدا عن قضية الإمام الحسين من كثرة القضايا التي تطرح فيه التي لا تمس مظلومية الإمام الحسين.
فبالإضافة إلى الشعائر الحسينية لابد أن نركز على الفعاليات التي تخدم مبادئ ثورة الإمام الحسين, مثل حملات التبرع بالدم التي استطاعت أن تكون حالة إعلامية متقدمة لعطاء الإمام الحسين, والمرسم الحسيني الذي استطاع أن يجذب الكثير من الجاليات الغير الإسلامية الموجودة في البلاد مما انعكس بشكل إيجابي على مسيرة الإمام الحسين, وإلقاء محاضرات باللغة الإنجليزية طوال عشرة محرم وتوزيع مطبوعات بلغات مختلفة عن قضية الإمام الحسين. إن مثل هذه الفعاليات المفروض أن ندعمها وندعو الجميع وخاصة غير المسلمين للاستفادة منها, كما يجب إن نهيئ مآتمنا لتكون مكانا للاستقبال اللائق بمظلومية كربلاء ونبتعد قدر الإمكان عما يشتت القضية ويحصرها في جماعة معينة أو قوم معين. يلزم تشجع جميع الأخوة اللذين يعملون في مختلف الفعاليات الحسينية ولنحمل شعار كلنا للحسين والحسين للجميع ليتجدد العطاء باستمرار.
(( السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى الملائكة الحافين حول قبر الحسين. السلام عليك يامولاي ورحمة الله وبركاته))
|