الرئيسية | التقويم الشهري | راسلنا
 
مقالات
 
الحُزن يرسُم في عاشوراء
علياء جمعة التيتون - 2006/01/30 - [الزيارات : 5648]

الحُزن يرسُم في عاشوراء

أتى يرسم الحزن على كل الوجوه , تترنم الدمعة فوق سطوح الخد تبوح, قصة الدم والظليمة إلى القلب على شكل رسالة ترسل في كل سطر درس من دروس الحياة والأخلاق والمواقف الشجاعة والنبيلة , ولتلك النظرة  هودجا يجري عبر النافذة يرقب الهلال الحزين كما هو متشوق للنظر إلى الأزقة (الفريج) ,جدرانها التي لُحّفت بالسواد والمجالس التي تضاعف جهودها لاستقباله,وهكذا رحلت مع غيمة تحمل معها بعض من التساؤل كيف تؤثر المجالس الزينبية في عقولنا وقلوبنا , كيف تؤثر أجوائها في نفسيتنا, كيف تعتم الألوان في شوارعنا لم أكتفي بهذا التساؤل إلا عندما رحلت مع هذه الغيمة إلى أبعد موقف قد أخرجته ذاكرتي .

قبل أن يبدأ محرم الحرام نجتمع كالعادة لنستعيد ذكرياتنا القديمة ماذا كنا نفعل ؟ ما هو الشيء المباح والغير مباح عندما تقترب العشرة من محرم؟ وفي ضوء هذا الحديث النسائي ذكرن بعض الأمور وهي ( كنا نسير حافيات الأقدام في العاشر من محرم وكنا لا نسرح شعرنا ونتعمد لبس الملابس السوداء البالية في أخر الأيام من العشرة.

عادات كثيرة ربما تندفن ,لماذا لا نجرب ونستشعر ولو بالقليل القليل كيف كانت تسير السيدة زينب مع الأرامل واليتامى يحملون الصبر أثقالا فوق ظهورهن ولماذا لا نتأمل كيف كان لباسهن المتواضع والبسيط , تلك القافلة التي حملت معها الحزن والألم و النار المشتعلة بالقلب , أقدامهن التي تشققت وتمزقت من كثرة المشي , حينما يبدأ تصورك لهذا المشهد وعيناك تحوم حول طيور تسافر في الوقت ذاته إلى هناك حيث تشيح وجهك تحت إي عباءة تراها (مشاهد نورانية رغم ظلمتها , روحانيتها رغم شيطانها , حضور شمس أبطالها رغم فراقها) .

عندما أدخل وسط المجالس الزينبية يقشعر بدني عيناي لا تفارقان تلك الرسومات التي جرت العادة أن تعلق على السواد , عندما كنت طفلة صغيرة أحيانا كنت أسال لماذا تعلق تلك الرسومات ما هدفها ؟ كنت أكتفي بالنظر إليها دون هدف فقط لأنها كانت تجذبني لكن عندما كبرت جلست أخاطب نفسي لأفهمها , رموز تحرك مخيلتي من ثم تحرك الصوت الذي بداخلي (تنحك السيوف وسط أشعة الشمس الملتهبة, دماء متناثرة تبحث عن يد تلتقطها لكي لا تنخسف الأرض ويكون آخر يوم للبشرية, الورود الهاشمية تحوطهن النيران المشتعلة بالخيام).

 تنغلق كل الأضواء ولا يبقى سوى الضوء الخافت الذي يخلف العبرة والزفرة لهذا البلاء الجليل والمصيبة العظيمة, رائحة ما تفوح وتخنق, تجرد الحلق من كل ريق , وصل الحديث إلى الحدث الأكبر قامت وفي يدها شال أسود مخطط على الأطراف تميل مرة يمين ومرة يسار ,انكسرت العصا لقد سقط لتهز بعدها الأرض تحت قدماي باللطم الشديد, لقد سقط لكن الصوت والصورة بعقلي لم تسقط بل بقيت تصرخ  تنادي واحسيناه وامصيبتاه وسلام مني إليك يا أبا عبد الله.

السلام عليك..
وعلى الأرواح التي حلت بفنائك
عليك مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار....

نشر:
 
 
اكتب تعليقك هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
 
أقسام الشبكة
 نبذة تاريخية أنشطة وفعاليات
 مقالات تعازي
 شخصيات أخبار الأهالي
 إعلانات النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية ملف خاص
 خدمات الشبكة المكتبة الصوتية
 معرض الصور البث المباشر
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م