الرئيسية | التقويم الشهري | راسلنا
 
مقالاتالشيخ جاسم المؤمن
 
ما وراء الصوم
الشيخ جاسم المؤمن - 2005/10/09 - [الزيارات : 8018]

فرض الله الصوم على الإنسان ومنعه من الإتيان بأشياء تُعرف بـ ( المفطرات العشر) عندما يدخل حرم الصوم، وهذا هو الحال عندما يُحرم المسلم للصلاة أو الحج فإن لكل محرماته وممنوعاته، والمتأمل لهذه المحرمات يجد أنها تنقسم إلى قسمين: الأول منهما محرمات بالأصل أي أنها محرمة حتى خارج الصوم كتعمُد الكذب على الله ورسوله ( ص).. والقسم الآخر محرم مؤقتاً أثناء نهار شهر رمضان كالأكل والشرب... لكن السؤال الهام هو: لماذا حّرم الله هذه الأشياء وجعل الإتيان بها مفطراً للصائم، بل وجعل كفارة على من يأتي بذلك ؟.. وهل هذه الأشياء هي فقط ما يراد الامتناع عنه ؟ أم أنها طريق لتربية إرادة الإنسان على مسألة الامتناع عن سائر المحرمات !!

في هذا المقال نحاول أن نستجلي الصورة الصحيحة لما وراء الصوم.. وكيف أن هذه العبادة السنوية تريد أن تربي إرادة الإنسان وعزيمته على مسألة الالتزام بالواجب والابتعاد عن المحّرم. الرسول (ص) يعلمنا:

قيل أن رسول الله (ص)سمع امرأة صائمة تسب جارية لها، فدعاها لتناول الطعام، فأبت وأخبرته بصومها، فقال (ص) لها:" كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتك، إن الصوم ليس من الطعام والشراب، وإنما جعل الله ذلك حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول.. " (1).

صوم الجوارح:
نعم لا يقتصر الصوم على الفم والفرج فقط، وإنما ينبغي أن تصوم جميع جوارح الإنسان وتنطلق من شهر رمضان لغيره في مسألة التزام الصوم عن الحرام.. يقول الإمام الصادق ((ع)) " إذا أصبحت صائما فليصم سمعك وبصرك عن الحرام، وجارحتك وجميع أعضائك عن القبيح، ودع عنك الهذي وأذى الخادم، وليكن عليك وقار الصيام...." (2).

ويفصل لنا الإمام السجاد (ع) كيفية صوم كل جارحة، وذلك في دعائه إذا دخل شهر رمضان فيقول: " .. حتى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو، وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور، وحتى لا تعي بطوننا إلا ما أحللت، ولا تنطق ألسنتنا إلا بما مثلت، ولا نتكلف إلا ما يدني من ثوابك، ولا نتعاطى إلا الذي يقي من عقابك " (3).

المجتمع الصائم:
لا تقتصر عبادة الصوم على تربية الإنسان الفرد فقط، بل تتعدى ذلك إلى المجتمع بأكمله، بحيث تحاول أن توجد المجتمع المتحاب المتعاون الحريص على التزام الشرع في الإتيان بالواجبات واجتناب المناهي، وذلك من خلال مجموعة من الالتزامات الأخلاقية التي تتعدى الأكل والشرب لتصل إلى جانب المعاملة بين أفراد المجتمع، يقول الإمام الصادق (ع): " فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تماروا، ولا تكذبوا، ولا تباشروا ، ولا تخالفوا، ولا تغاضبوا، ولا تسابوا، ولا تشتموا، ولا تنابزوا، ولا تجادلوا، ولا تبادوا، ولا تظلموا، ولا تسافهوا، ولا تزاجروا، ولا تغفلوا عن ذكر الله وعن الصلاة، والزموا الصمت والسكوت، والحلم والصبر، والصدق، ومجانبة أهل الشر، واجتنبوا قول الزور والمراء والخصومة، وظن السوء والغيبة والنميمة،.........."(4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ميزان الحكمة ج2 ص 1688 حديث رقم 10956
(2) ميزان الحكمة ج2 ص 1688 حديث رقم 10955
(3) الصحيفة السجادية الدعاء الرابع والأربعون
(4) وسائل الشيعة ج10 ص 166 حديث رقم 13

نشر:
 
 
اكتب تعليقك هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
 
أقسام الشبكة
 نبذة تاريخية أنشطة وفعاليات
 مقالات تعازي
 شخصيات أخبار الأهالي
 إعلانات النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية ملف خاص
 خدمات الشبكة المكتبة الصوتية
 معرض الصور البث المباشر
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2025م