أصبح من ملامح سوق المنامة..
الحاج جاسم النشيط.. خرّج الأطباء وتمسّك بالعمل..

ربما اعتاد رواد سوق المنامة على وجود رجل في إحدى الزوايا تفترش «بسطته» بضع أمتار من دهاليز ذلك السوق، وربما يعرف هؤلاء قصة هذا الرجل الذي بالرغم من اجتيازه لعقده الثامن لازال يصر على العمل. ولكن من لم يعتادوا على رؤية هذا المنظر قد يدفعهم الفضول ربما أو الاستغراب لمعرفة سبب اعتكاف هذا الرجل في تلك الزاوية ولجوئه لبيع بضاعة بسيطة ورخيصة قد لا تساوي قمة المجهود الذي يبذله، خاصة مكوثه في جو حار طارد لأي حياة.
هذه هي حال الحاج جاسم احمد النشيط من مدينة النعيم الذي أصبحت بضاعته تتربع على أرض سوق المنامة ويمكنك مقابلته في كل مرة تزور ذلك السوق، قد يخطر ببالك أن الحاجة هي الدافع الأساسي لهذا الرجل العجوز لكي يعمل ولا يفكر في الراحة بعد سنوات الشقاء، ولكن قد تندهش عندما تعلم أن هذا الرجل البسيط ابنائه هو أحد الأطباء المعروفين في البحرين، فأبنائه وبناته العشرة كلهم لديهم خط واضح في هذه الحياة ومستقلين بذاتهم. حسنا لم يتضح اللغز بعد ما هو سر هذا الرجل؟
8 سنوات هي مدة عمل الحاج جاسم في بسطته، الذي تحدث لـ»الأيام» عن أوقاته التي يقضيها بين المارة في السوق «كنت أعمل مع «النجارين» سابقا ولكنني اخترت هذه المهنة الآن لأنني لا أحب الجلوس دون عمل، لا أشعر بالملل وأبيع ما أستطيع بيعه فأنا راض عن عملي».
بهذه الجمل المقتضبة التي استطعت انتزاعها من هذا الرجل، فقصته تعد دافعا قويا للعمل وبذل المزيد.. فهو عنوان أساسي للعطاء.. هذا الرجل لم يمنعه تقدمه في السن.. ضعف بصره.. وتراجع حاسة السمع لديه بل أصر على مواصلة مشوار العمل الطويل إلى ما شاء الله.. «الحمد لله كانت آخر كلمة ختم بها لقائه معي». الحاج جاسم مثال للرجل البحريني الذي لا يحب ولم يعتد على ترك العمل..
|