لا غنى اليوم عن العمل المؤسساتي لمعظم شؤون الحياة إذا لم تكن كلها. فهو عبر تجارب الواقع أثبت فاعليته على مستوى الطرح كما على مستوى الإنجاز. فمن دون شك أن للجموع أثر أكبر من الفردية مهما وصفت بالعبقرية مرة والفريدة مرة أخرى.
كما لكل ظاهرة حق النقد والتقويم من الكل بدون استثناء. فيما عدا من تخلف عن ركب المراقبة أقلها وعن ركب الموضوعية ثانيا ليصنف بأنه البعيد عن نظرة الإصلاح المنادى بها في المجتمع (الإصلاح الشامل بالمعنى التقليدي فهو ما يخص العوام بأمور الحياة حاو جميع ما يشغل بال رب العائلة من هموم توفير الغذاء ، الدواء وما إلى هناك ومن ثم شغل العقول بالعلم والمعرفة كأفق وحيد للخروج من ظلام الجهل ..... العوز. (نظرة) ).
وها هي (النظرة) تثبت بقوة الواقع في مجتمعنا فيما يخص العمل المؤسساتي التطوعي فهو قد اخترق حقول عديدة فكرية ، دينية ، تربوية .... . كل يعطي بلا حدود داخل محدودية العطاء. فلمسنا من هذا وذاك الوجود من العدم وبمرور الأيام رأينا الأثر البين للتطوير بنوعيه التصاعدي والتنازلي (نظرة) فلا نكران لمجهودات أقل ما توصف بأنها صافية النية وتصل بالنعت النظروي بالطموحة.
فهل العمل المؤسساتي وليد الحاجة؟ أم هو أفق بعيد النظرة لتلبية الحاجة؟
لا فخر للعمل المؤسساتي وليد الحاجة الإنجاز المتميز وثبات التطوير التنازلي (نظرة) وأما النظرية فلها رأي آخر فتحسس العقول للحاجات (وهنا لا نسيان لتنوعها واختلافها) المستقبلية والآنية والعمل على توفيرها وتفتق العقول بالتحليل والدراسة للمستجدات والاستعداد لها كما الصعوبات وتذليلها. الهم الأكبر والشغل الشاغل.
هل ينجذب المجتمع للعمل المؤسساتي بسبب الأثر؟ أم ينمو العمل المؤسساتي في المجتمع بعطاء الجميع؟
أحد أهداف العمل المؤسساتي المباشرة أو غير المباشرة هو جذب أكبر عدد من أفراد المجتمع نحوه وتفاعلهم مع دوره (نظرة) أما النظرية ترتقي لإذابة وجدان الفرد في العمل المؤسساتي تحقيقا لفكرة نشوء نظرية العمل المؤسساتي في مجتمع العطاء.
والآن السؤال المحوري
كيف نساهم في تحقيق الهدف المنشود من العمل المؤسساتي؟
ولتكن صياغة السؤال بأسلوب النظرية
كيف نوجد مكان للعمل المؤسساتي في مجتمعنا تحت سقف إيماننا بأهميته من جهة وفاعليته بالقيام بدوره المحتوم لإيجاد التكامل والتكافل الاجتماعي من جهة أخرى؟
وليكن الجواب استقراء لكل ما ورد ذكره وبقناعة شخصية (نظرة) آمل أن يشاركني فيها أحد وإن لم يكن فلا بأس. فلا بد من السعي الحثيث لتوسيع النظرة لتشمل حدود النظرية وعدم الاكتفاء بتنظير النظرية وإنما حملها إلى عالم الواقع والتطبيق. وهذا لن يتم إلا إذا وجد الإخلاص في العمل أولا ومن ثم العمل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل ولا الملل والأهم لا يعرف الاستكانة تحقيقا لمبدأ صدق النية.
|