كثيرة هي العادات والفعاليات الشعبية الموروثة والمستحدثة التي ارتبطت بشهر رمضان دون غيره من شهور السنة. وتنقسم هذه العادات والفعاليات إلى عدة أنواع: منها الاجتماعي المتمثل في ازدياد حركة التواصل والتزاور بين الأهل والأصدقاء في ليالي شهر رمضان، والجانب الثقافي الذي يتمثل في المسابقات والأنشطة الثقافية، والجانب الرياضي المتمثل في الدورات الرياضية التي تقام خصيصا في هذا الشهر الفضيل، والجانب الديني المتمثل في الخطب والمحاضرات الدينية. ولكن أبرز العادات الموروثة والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بشهر رمضان هي مجالس تلاوة القرآن الكريم التي تقام طوال ليالي الشهر الفضيل.

ويبلغ عدد المجالس التي تفتح أبوابها ليلياً لقراءة القرآن الكريم في منطقة النعيم 50 مجلساً يبلغ عمر بعضها أكثر من مائة عام في حين أسس بعضها منذ سنتين فقط*، حيث يقوم القائمين على هذه المجالس بقراءة جزئين أو ثلاثة في كل ليلة. حيث تحتفل المجالس التي تقرأ ثلاثة أجزاء في الليلة بختم القرآن الكريم ثلاث مرات: في الليلة العاشرة والليلة العشرين وليلة العيد، في حين تحتفل بقية المجالس مرتين الأولى ليلة النصف من شهر رمضان والتي تصادف ذكرى مولد الإمام الحسن بن علي (ع) والمرة الثانية في ليلة العيد. ونظرا لأن أغلب المجالس تختم القرآن مرتين، ولمنع التضارب في وقت إقامة حفل ختم القرآن المسمى باللهجة المحلية (الختم) بفتح الخاء وكسر التاء، تقوم بعض المجالس (الأحدث تأسيسا) بتقديم الحفل أوتأخيره ليلة واحدة.

ويحرص الأهالي على حضور حفل (الختم) لما له من قيمة روحية واجتماعية كبيرة في نفوسهم، فارتباط القرآن بشهر رمضان واضح جدا في القرآن الكريم نفسه وفي الأحاديث النبيوة الشريفة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام، لذلك تعتبر مناسبة ختم القرآن حدث سعيد يستحق الإحتفال والإحتفاء به. وحرصا من أصحاب المجالس على حضور الأهالي لحفل الختم، يقومون بالتنسيق فيما بينهم بخصوص وقت إقامة الحفل لكي لا يحدث تضارب في الوقت ويتشتت الحضور، حيث يتراوح وقت إقامة حفل الختم بين الساعة التاسعة مساءا وحتى الساعة الثانية عشرة (منتصف الليل).

ويتكون حفل ختم القرآن من ثلاثة أقسام، القسم الأول هو تلاوة الأجزاء الأخيرة من القرآن الكريم (آخر جزئين أو ثلاثة حسب نوع المجلس) وعند الوصول لقصار السور في جزء (عم) وبعد أن ينتهي القارئ من قراءة كل سورة قصيرة، يقوم الحضور بالتسبيح والتهليل (سبحان الله .. والحمد لله .. ولا إله إلا الله .. والله أكبر .. الله أكبر ولله الحمد) مرتين. هكذا حتى ينتهي القارئ من جزء عم فيعود لقراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة ثم آية الكرسي ثم آخر سورة البقرة.

بعدها يأتي القسم الثاني وهو دعاء ختم القرآن شكرا لله على نعمة ختم القرآن، ثم المديح والثناء للنبي محمد (ص) وأهل بيته (ع) حيث يقوم القارئ بتمجيد أهل البيت واحدا تلو الآخر، ويكون التمجيد بذكر فضائل المعصوم وصفاته وعمره الشريف ثم يذكر اسمه فيقوم الحضور بالصلاة والسلام عليه بعبارة: (وعليه الصلاة وعليه السلام) مرتين. بعدها يقوم القارئ بإهداء ثواب هذه الختمة لروح النبي وأهل بيته وللعلماء والشهداء ولروح مؤسس المجلس إذا كان متوفى ولأرواح ألمتوفين من أقارب أهل المجلس.

أما القسم الثالث فيتم بتقديم الوليمة الخاصة بحفل الختم، حيث جرت العادة أن تكون من الرز والسمك (أو اللحم أو الدجاج) مع بعض الفواكه والسلطة والمرطبات.

قراءة قصار السور ودعاء ختم القرآن

تجهيز وجبة (الختم)

تناول الوجبة داخل المجالس والمآتم وفي الممرات خارج المجالس التي لا تتسع للحضور

*  اضغط هنا للإطلاع على قائمة مجالس الذكر الحكيم في النعيم
* اضغط هنا لمشاهدة صور بعض المجالس الرمضانية النعيمية