الوقت - نص حسين المحروس - تصوير: عبدالله الخان: - علي سيار.. في الواقع أنا أرى أن الرئاسة فعلاً متهمة بالتحيز بدليل اعتراف الأخ جواد العريض.. - جواد العريض: أنا لم أتهم الرئاسة بالتحيز فأرجو من الزميل الكريم أن يسحب كلمته هذه - الرئيس (إبراهيم العريض): أرجو من الزميل الكريم علي سيار أن يلتزم النظام ويسحب كلمته - علي سيار: ماذا في الكلمة سيدي الرئيس؟.. - الرئيس: أرجو من العضو الكريم.. الأحسن أن يسحب كلمته - علي سيار: إن الكلمة ليس فيها إساءة أصلاً، ماذا أسحب؟ إذا كان فيها إساءة مستعد أن أسحبها. - الرئيس.. إذا لم يسحب العضو المحترم كلمته بأني متحيز فسوف أعرضه لحكم المجلس نفسه - خليفة البنعلي: نحن نيابة عن العضو الكريم نسحب الكلمة - الرئيس: لا يجوز أن ينوب أي عضو عن عضو آخر. في اليوم العاشر من مارس/آذار 1973 كانت قاعة بلدية المنامة تضجّ بهذا الكلام الساخن. قاعة متواضعة جداً يمكنك أن تشمّ رائحة الخشب فيها، ورائحة حوارات لم تفتر قطّ حتى النفس الأخير من العام .1975 كان ذلك عنوان (سحب) من فصل (مفردات). لأمر ما، طيلة فترة إعدادي لكتاب «ديموقراطية ,.73 الشعب في التجربة» (أكتوبر/ تشرين الأول 2008 - يناير/ كانون الثاني 2010) كنت أظنّ أن كلّ شيء محصور في قاعة بلدية المنامة، كلّ شيء حدث فيها من عمر المجلسين التأسيسي والوطني حتى تلك التي حدثت خارجها. لا وجود لكلّ القضايا التي أثبتتها المضابط أو تلك التي تفننت الصحافة في عرضها إلا بين جدران تلك القاعة. مازلت لا أتصور أن قضية العضو الشيخ إبراهيم بن سلمان آل خليفة حدثت داخل القاعة وليس جوار (ألبا)، وأن قضية الاختلاط في الصحة والتربية والتعليم والمواجهات الصريحة التي حدثت فيها وبطولة علي فخرو الكلامية لا وجود لها خارج تلك القاعة أيضاً، وأزمة الغلاء أزمة كلامية لا حركة لها إلا داخل القاعة، وأن صورة البلد خارج هذه القاعة لا تشبهها في داخلها، ولا تنتسب لها بصلة، وأنّ كلّ شيء حدث في داخل هذه القاعة لا علاقة لخارجها به. لماذا يحدث كلّ ذلك؟ هل هي لعبة يصعب فيها انتقال الشخص إلى المكان والزمان معاً، وأن ثّمة مقارنة تشتغل في الذهن، يصعب التخلص منها، أو البدء قبل أن تبدأ هي؟ كدتُ أنسى لولا بيان الأسماء، وأن الرجال من دون الرجال. لعبة زمن نحيس اعتاد على فعل الإرباك والخلط مستهيناً بذاكرة لا تثق في المكتوب. ذهب كلّ شيء وبقيت القصة المكتوبة. بقي المكان. لكن هذا أفضل بكثير من أن لا يكون هناك قصة غير الحوار المفتعل الممسرح، ولغة الأيدي أمام كاميرا تمرست منذ أن وجدت على الكذب الأخضر واليابس. الصورة ربيبة الكذب. كنت أقلب (800) صورة التقطها الفنان عبدالله محمد الخان للمجلسين أبحث فيها عن فعل ممسرح أثناء الحوارات والمداخلات داخل القاعة. أبحث فيها عن شيء خارج القاعة أيضاً. كان الهمّ أكبر من ذلك بكثير وحضور الكلمة أكبر من الصورة. سألت الخان عن تجربته في تصوير المجلسين: التأسيسي والوطني، فقال «لا صعوبات بالمرّة، ومن دون بطاقات دخول خاصة، حتى خلال انعقاد الجلسات أدخل ألتقط ما أشاء من الصور وأخرج. كان الشيخ عيسى بن محمد آل خليفة مراقب وزارة الإعلام آنذاك يطلب منّي قائلاً: «عبدالله اذهب وصور انتخابات المجلس الوطني. هكذا بكل يسر». كانت قاعة المجلسين قاعة عادية جداً، خصصت للاجتماعات ولا شيء غيرها، وحين صدر القرار باعتمادها مكاناً للمجلسين عمل نجارون شداد بشكل متواصل، يهيّئون الخشب الصلب فيها لأهم حدثين استثنائيين. يهيّئون الخشب لكلام يقطع، وحوار يحفر. وبعد انتهاء المجلس التأسيسي عمل النجارون على توسعة القاعة أكثر، كما وزعت مقاعد المدعوين بشكل أفضل مما كانت عليه في المجلس التأسيسي.
مكان صغير
* «س: هل ستُعطى المرأة حقّ الانتخاب؟ ج: قانون الانتخاب سيحدد ذلك، ولكن هناك تحفظات بهذا الشأن». الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة. «أخبار البحرين، العدد ,197274 ,27 وزارة الإعلام».
* «رسمياً لم نتسلم أي احتجاج، ولم يقدم لنا أي طعن» وزير البلديات والزراعة الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة آنذاك المسؤول عن الانتخابات. «صدى الأسبوع، العدد ,203 ديسمبر/ كانون الأول 1973»
* «سيــدي الـــرئيس، من المــلاحظ أن قاعة الجلسة خالية من الزوّار ولا ندري ما هو السبب في ذلك. لقد وصلنا خبر أنه اتبع أسلوب جديد بتسجيل أسماء وعناوين ومجالات أعمال الزوار الأمر الذي أزعج البعض» محسن حميد مرهون الجلسة «16»، 4 يوليو/تموز .1974
* «إن الإسلام أكبر من الإجراءات القانونية التي يصوغها هذا المجلس». الشيخ عيسى قاسم الجلسة «33»، 21 أبريل/نيسان .1974
|