نَمْ هانئاً في رحابِ الله
يا شيخ أحمد مال الله رحت إلى نحو الخلودِ وقد خلّفت أشبالا
يا راحلاً وإلى نحو السماء علا وفقدُهُ زلزل الأطوادَ زلزالا
يا خادم السبط أبكيت العيون دماً أرسلت دمعي من العينين إرسالا
هلا مكثت إلى الأولاد تحضنهم صاروا خلافك في حزن وإعوالا
نادوك من ألم يا والداهُ أَلا مَنْ للعيالِ ويرعى اليومَ أطفالا
مَنْ للمنابرِ والأعوادِ يصعدها يُلقي اللآلئَ مِنْ فِيهِ أشكالا
يحاربُ الظلمَ لا يخشى عواقبَهُ في الحقِ جرد، للطاغوتِ نصّالا
إذ الصراحة قد أضحت سجيّتهُ يُطبِّق القول بالأفعالِ إنْ قالا
ولا يخافُ بجنبِ اللّهِ لائمةً عن منطقِ الحقِ لا واللّهِ ما مالا
أسلوبه الفذ قد قلّت نظائرُهُ مميّز وله في الناسِ إقبالا
إن غاب عنا وهذا التربُ غيّبهُ فصوتُ أحمد في الآذانِ مازالا
كم مِنْ خطيب بدا من تحت رايتهِ لهُ عليهِ كرامات وأفضالا
فتلك أبناؤه صاروا خلائفه والليثُ ينجبُ للساحاتِ أبطالا
عبدالأمير ويا نعماً بإخوتهِ أمامهم للواءِ الشيخِ قد شالا
عبدالأمير عزائي اليوم أُرسِلُهُ إذ جئتُ من ديرتي للحزنِ حَمّالا
أبوك أثّر في نفسي وخلّف في قلبي جراحاً من الأحزانِ قتالا
وإنما سلوتي مُذْ راح نحو عُلاً في ذمةِ اللّهِ للنعماءِ قد نالا
فخادمُ السبطِ يرقى في سفينتهِ سفينة السبطِ تكفي المرءَ أهوالا
يا راحلاً للمعالي لم يُودِّعنا خلّفتَ دمعيَ من عينيَ همّالا
هذي الأنامُ أتت تبكي أسىً ولها مثلي يُقطِّعُ منها الحزنُ أوصالا
من للكتابِ وللمحرابِ مُبتهلاً في ظلمةِ الليلِ للرحمنِ نفالا
نَمْ هانئاً في رحابِ الله خالقنا فضلُ الإلهِ على الإنسانِ مازالا
عند الإلهِ ستلقى كُلَّ مَكرمة وسوف تلقى رسول اللهِ والآلا
يُسقيكَ حيدرةٌ في الحوضِ من يدهِ ما خابَ من لعلّيِ الطُهّرِ قد والا
وفي الجنانِ ستلقى الحورَ ناعمة منها تُلاقي في الجناتِ إقبالا
إبراهيم جاسم |