قصيدةٌ خجلى في رثاءِ المغفور له : سماحة العلامة الشيخ / أحمد مال الله يرحمه الله تعالى عرفاناً مني لمقامه الرفيع في قلوب من عايشه عالماً فاضلاً و أستاذاً دمثَ الأخلاق أقفُ هنا وقفةَ تلميذٍ يردُّ لأستاذه بعض جميل و لن يفي فحقُّهُ علينا عظيمٌ كمنبرِ الحُسين ( ع ) ...
(( أميرةُ الآفـــاق ... نبرةُ الصَّــوتِ الشَّـــجي ))
يا نبرةَ الصَّــوتِ الشَّــجيّْ .. لا ترحلي .. مُــرِّي على أســماعِــنا و استنـطِقي أجــراسَــنا و أنعيْ لأســرارِ الحياةِ مدينةً تهوى البُـكاءْ .. بل كوكباً من نورِ عرشِ الله كانَ يُنيرُ أروقَــةَ الوجودِ على الوجودْ.. و داجياتٍ من ليالي الإبـتـلاءِ بنبرةٍ تُهدي النَّـقاءْ .. يا نبرةَ الصَّــوتِ الشَّــجيّْ .. إنَّـا سنبكي و الدُّموعُ ترقرقتْ شوقاً لخطفِ الأمنياتِ و نزفها .. الفقدُ كهرَبَ حزنَنا و بقى يُغازلُنا الحنينُ لنبرةٍ فوقَ المنابرِ باسِــقَــةْ .. هي نبرةٌ و الطُّـهرُ يَنضَــحُ من سَــناها بالشُّجونِ العابِقَـةْ .. هي نبرةٌ في وَصْـلِ آلِ البيتِ لا زالتْ بحُـبٍّ عالِقَــةْ .. و حرارةُ الفقدِ المهيمنِ بالقُلوبِ تَضُـجّ ُ بالدَّمعاتِ تُـرسِلُها إلــى لَـــحْــدٍ زكتْ منهُ الطُّيوبْ .. و الَّلحــدُ يبسَمُ في هَــناءٍ : ألفَ مــرحى بالورودِ كما يُريدُ اللهُ و السِّــبطُ الشَّهيدْ ... لا ترحلي لا ترحلي يا نبرةَ الصَّــوتِ الشَّــجيّْ .. لا ترحلي عيشي بأجواءِ الطَّهارةِ و ارفلي في ثوبِ مجدٍ طَــرَّزتهُ يدُ الإباءْ من كـــربلاءْ .. و التسكُني أحداقَــنا عُمــراً كأوجاعِ الــحُسينْ .. و التحضُني أضلاعَــنا يا آيَــةً منها يفوحُ الياسمينْ .. أو قَـطِّــري بشفاهِــنا حُــبَّــاً تكاثَفَ من بهاءْ .. لا ترحلي فالقلبُ يُرْهِقُهُ الوَداعُْ أميرةَ الآفاقِ لا ترحلي و التُشرِقي دوماً بنبضِ مَـآتِمي لا ترحلي فعُمانُنا حَــزنــى هُــنا و صُـحارُنا لا ينتهي منها الرِّثــاءْ .. و خليجُنا ما زالَ يحترِفُ البُــكاءْ .. بحرينُنا دوماً ستحتضِنُ العَــزاءْ .. تبقــى النُّعيمُ بحُزنِها صُــبحــاً مَساءْ .. و قُلوبُنا تمشي بخارِطَةٍ على دُرُبِ الوَفــاءْ .. لا ترحلي مُــدِّي بأكوانِ المساءاتِ المُزخرفَةِ النَّــدى كفَّـــاً إلى الأحبابِ مُــدَّتْ بالهُـــدى .. أأميرةَ الآفــاقِ لا لا ترحلي ضُــمِّــي هُناكَ مــآتِــمَ الآلامِ حيثُ السَّوسناتِ البِــكْــرُ تستبِقُ الــرَّدى .. و العُنفوانُ الغَـــضُّ هل مازالَ يرقُصُ رغمَ أحزانِ المُصابِ و مُرداياتٍ من أهازيجِ الــعِــدا ؟؟ لا ترحلي لا ترحلي لا ترحلي و ابقيْ هُــنا أحداقَــنا فالتسكُني فإذا بكى قلبي لرُزئِــــكِ ــ نبرةَ الصَّوتِ الشَّجيْ ــ فكَأنَّما حُزناً بكى رُزءَ الحُسينْ ... ****** عقيل اللواتي البحرين 1 / 5 / 2006 م |